سورة الحج - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)}
أخرج عبد بن حميد وعبدالله بن أحمد في زوائد الزهد، عن معاذ بن جبل قال: من علم أن الله عز وجل حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، دخل الجنة.
وأخرج الخطيب وابن عساكر عن عائشة عن أبي بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا صلى الصبح مرحباً بالنهار الجديد والكاتب والشهيد، اكتبا: بسم الله الرحمن الرحيم.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وأشهد أن الدين كما وصف، والكتاب كما أنزل، وأشهد أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور».
وأخرج الحاكم في تاريخه عن أنس رفعه: «من قال في كل يوم أربع مرات: أشهد أن الله هو الحق المبين، وأنه يحيي ويميت، وأنه على كل شيء قدير، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، صرف الله عنه السوء».


{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10)}
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير} قال: يضاعف الشيء وهو واحد.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ثاني عطفه} قال: هو المعرض من العظمة، إنما ينظر في جانب واحد.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {ثاني عطفه} قال: لاوي رأسه معرضاً مولياً لا يريد أن يسمع ما قيل له.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ثاني عطفه} قال: لاوي عنقه.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {ثاني عطفه} قال: يعرض عن الحق {له في الدنيا خزي} قال: قتل يوم بدر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ثاني عطفه} أنزلت في النضر بن الحارث.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ثاني عطفه} قال: هو رجل من بني عبد الدار. قلت: شيبة؟ قال: لا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {ثاني عطفه} يقول: يعرض عن ذكري.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما {ثاني عطفه} قال: متكبراً في نفسه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال: بلغني أن أحدهم يُحْرَق في اليوم سبعين ألف مرة.


{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14)}
أخرج البخاري وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما {ومن الناس من يعبد الله على حرف} قال: كان الرجل يقدم المدينة فإن ولدت امرأته غلاماً ونتجت خيله قال: هذا دين صالح؛ وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله، قال: هذا دين سوء.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه بسند صحيح، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان ناس من الأعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسلمون، فإذا رجعوا إلى بلادهم فإن وجدوا عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن، قالوا: إن ديننا هذا صالح فتمسكوا به؛ وإن وجدوا عام جدب وعام ولاد سوء وعام قحط، قالوا: ما في ديننا هذا خير. فأنزل الله: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: كان أحدهم إذا قدم المدينة- وهي أرض وبيئة- فإن صح بها جسمه ونتجت فرسه مهراً حسناً وولدت امرأته غلاماً، رضي به واطمأن اليه وقال: ما أصبت منذ كنت على ديني هذا إلا خيراً؛ وإن رجع المدينة وولدت امرأته جارية وتأخرت عنه الصدقة، أتاه الشيطان فقال: والله ما أصبت منذ كنت على دينك هذا إلا شراً. وذلك الفتنة.
وأخرج ابن مردويه من طريق عطية، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: «أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده فتشاءم بالإسلام، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أقلني. فقال: إن الإسلام لا يقال. فقال: لم أصب في ديني هذا خيراً. ذهب بصري ومالي ومات ولدي... ! فقال: يا يهودي، الإسلام يسبك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والذهب والفضة»ونزلت: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} قال: على شك. وفي قوله: {فإن أصابه خير} قال: رخاء وعافية {اطمأن به} قال: استقر {وإن أصابته فتنة} قال: عذاب ومصيبة {انقلب على وجهه} قال: ارتد على وجهه كافراً.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} قال: كان الرجل يأتي المدينة مهاجراً، فإن صح جسمه وتتابعت عليه الصدقة وولدت امرأته غلاماً وأنتجت فرسه مهراً، قال: والله لنعم الدين وجدت دين محمد صلى الله عليه وسلم هذا، ما زلت أعرف الزيادة في جسدي وولدي؛ وإن سقم بها جسمه واحتبست عليه الصدقة وأزلقت فرسه وأصابته الحاجة وولدت امرأته الجارية، قال: والله لبئس الدين دين محمد هذا، والله ما زلت أعرف النقصان في جسدي وأهلي وولدي ومالي.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} قال: على شك {فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه} يقول: إن أصاب خصباً وسلوة من عيش وما يشتهي، اطمأن إليه وقال: أنا على حق وأنا أعرف الذي أنا عليه {وإن أصابته فتنة} أي بلاء {انقلب على وجهه} يقول: ترك ما كان عليه من الحق فأنكر معرفته، خسر الدنيا والآخرة. يقول: خسر دنياه التي كان لها يحزن وبها يفرح ولها يسخط ولها يرضى، وهي همه وسدمه وطلبته ونيته، ثم أفضى إلى الآخرة وليس له حسنة يعطى بها خيراً {فذلك هو الخسران المبين}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {يدعو من دون الله ما لا يضره} إن عصاه في الدنيا {وما لا ينفعه} إن أطاعه وهو الصنم {يدعو لمن ضره أقرب من نفعه} يقول: ضره في الآخرة من أجل عبادته إياه في الدنيا {لبئس المولى} يقول: الصنم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد {لبئس المولى ولبئس العشير} قال: الصاحب.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8